"من تربية القرآن لي"
من تربية القرآن لي: أنه وضع لي الأسس التي يجب عليَّ أن أراعيها في سيري إلى الله، وأوضح لي سبل تحقيقها، وبين لي ما يجب أن أتحلى به من صفات حتى لا أستوحش الوحدة أثناء السير، وجعل لي علامات وإرشادات حتى لا أضلّ الطريق، وأرشدني إلى ما ينفعني من زاد في رحلتي.
وهذه بعض الأسس التي رعاها القرآن في تربيته لي:
الأساس الأول: معرفة الخالق عز وجل المستحق للعبادة:
ففي فاتحة الكتاب أرشد القرآن الكريم إلى أن الله تعالى واجب الحمد والثناء، متفرد بصفات الجلال والكمال، هو رب العالمين، مالك يوم الدين اليوم الذي لا مُلك فيه لغيره سبحانه وتعالى.
فكان من تربية القرآن لي أن أرشدني إلى: أنَّ على العبد أن يعرف الرب المستحق للعبادة، بأسمائه وصفاته، حتى يعبده حق عبادته ويقدره حق قدره، فيخاف عذابه ويرجوا رحمته، فتسقيم له الطاعة، وتنفر منه المعصية، وبذلك يضمن جنته ويبتعد عن ناره.
الأساس الثاني: اختيار الطريق:
ففي ختام سورة الفاتحة أرشدني القرآن الكريم إلى اختلاف طرق الناس في الوصول إلى الله، وأنه ليس كل من ادعى أنه سائر إلى الله فهو في الحقيقة سائر إليه، فقد يكون مغضوبًا عليه أو ممن ضل سعيه، وقد حصر القرآن الكريم الطرق التي يتبناها الناس في السير إلى الله إلى ثلاثة طرق:
أولهم: الصراط المستقيم.
ثانيهم: صراط المغضوب عليهم.
ثالثهم: صراط الضالين.
وحث العبد على أن يستعين بالله بالعبادة والدعاء أن يهديه الطريق المستقيم.
فكان من تربية القرآن لي أن أرشدني إلى: أنَّ على العبد أن يحدد طريقه، ويلتزم بتلك العلامات والارشادات التي وضعت لسلامة وصول السائرين لمرادهم حتى لا يضل طريقه فيكون من المغضوب عليهم أو الضالين.
الأساس الثالث: الاعتماد على دستور محكم:
ففي فاتحة أول سورة فيه أرشدني القرآن إلى أنه كتاب عزيز منزه عن الخطأ، مصان من التحريف والتأويل، كتاب لا ريب فيه، ولهذا فهو السبيل والمرشد لمن أراد معرفة طريق المتقين وأصحاب الصراط المستقيم.
فكان من تربية القرآن لي أن أرشدني إلى: أنَّ على العبد الإيمان بأن هذا الكتاب لا ريب فيه ولا دخن، ولا يأتيه الباطل، محفوظ بحفظ الله له، وأن على العبد الالتزام بأوامره واتباع ما أرشد إليه، وتجنب ما نهى عنه ومجاهدة النفس في الابتعاد عنه، لأن هذا الكتاب هو النبراس الذي يهتدي به المتقين، ولا فلاح لمن لم يلتزم أمره وينتهي عند نهيه. ولا نجاة لمن انتهج نهجًا غير نهجه، أو سار على طريق لم يرشد إليه.
الأساس الرابع: الصفات المؤهلة للسير على الطريق المستقيم:
أرشدني القرآن في بداية سورة البقرة إلى الصفات التي يجب أن يتحلى بها السائر إلى الله في رحلته، فحدد ما يجب أن يتدرب عليه العبد ويتصف به حتى تصح له رحلته بسلامة وأمان.
فكان من تربية القرآن لي أن أرشدني إلى: أنَّ بقدر اتصاف العبد بهذه الصفات بقدر قدرته على النجاة من أهوال الطريق وما قد يعرض له في سيره، وأن هذه الصفات هي سبيل الهداية والفلاح.
محمد أسامة بدوي/ مصر
لقي نبي الله يوسف أربع محن الحسد ، والاسترقاق ، والنساء ، والسجن ، وكان صابرًا داعيًا إلى الله ، لم يقنط من رحمته ، ليجزيه بذلك الله مُلكًا بعد ضعفًا. ما إن يتدبر أحدنا سورة يوسف حتى تُعلِّمُه الصبر؛ لأنه يَتيقن أنه ما بعد الصبر إلا الفرج.
الرسالة هي: تفقد الرعية، وهدهد صادق مخلص غيور، وقائد غير متعجل، ثم نتيجة مثمرة.
إذا أردنا العودة لما كنّا عليه من عزة وقوة فليس لنا إلّا العودة لقرآننا ليكون حَكَماً في كلّ ما يتعلق بحياتنا مهما صغر أو عظم هذا الأمر سواء كان لنا أو علينا
لقد نزل هذا القرآن ليكون منهج حياة، ودستور أمة، ونموذجاً واقعياً للتطبيق العملي، تنمو الحياة في ظله وتترقى، لا ليقبع في الزاوية الضيقة من الحياة
علّم الله آدم الأسماء ولماذا الأسماء؟ لأن تسمية أفعال الناس الطيّبة باسمها هو من يعطيها قيمة الصواب وتسمية الباطل باسمه هو من يضعه في ميزانه الصحيح فلا مواربة في الحق! فالأسماء أصل الأمر كله ومناط التكليف.
السفينة سفينة التوحيد، والقائد الموحِّد، والموحِّدون، والمشركون الهالكون، والسفينة تتحرك بالتوحيد وتقف بالتوحيد وينجو الناجي بالتوحيد ولا هلاك إلّا بالشرك المشرعن والمقنن
الإنسان لا يقدر على معرفة نفسه إلّا إذا عرف ربه، وعندما جهل منهج ربه وحاد عنه جهل طريق السعادة وحقيقتها .
وسام الرجولة أتى على مراتب بحسب العمل الذي يُقَدّم في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ.
ومن هنا كان هذا القسم القرآني بمواقع النجوم، وليس بالنجوم ذاتها على عظم قدر النجوم التي كشف العلم عنها أنها أفران كونية عجيبة يخلق الله تعالى لنا فيها كل صور المادة والطاقة التي ينبني منها هذا الكون المدرك، فتبارك الله أحسن الخالقين.