أهمية تدبر القرآن في الإصلاح
لقد مضى على نزولِ القرآنِ ما يربو على أربعة عشرة قرنًا، وقد تلَقّته الأجيالُ بعد الأجيال، يأخذه الخَلَفُ عن السّلف، والآخر عن الأول، وتأثيره في الأمة مُستمر كلما فاءَت إليه وجَدَتهُ شِفاءً لما في الصدور، وهدًى وموعظةً للمتقين، وكان في القُرب منه سعادتها وفلاحها في الدنيا والآخرة.
وفي بُعدِها عنه تَدُبّ إليها الأسقام، وتتجاذبها الأهواء، وكان في البُعد عنه شقاؤها في الأولى والآخرة. فالمصدر واحد وهو القرآن باعتباره كلام الله لا يختلف فيه، ولكن حال الأمة يَختلف باختلاف حالها في القرب منه أو البعد عنه. فالملاحظ أنّ هذا القرآن المجيد وإن كثُرت تلاوته، وازداد عدد حفَّاظُه يومًا بعد يوم، وأُقيمت حفلات تِلو الحفلات لتلاوته، فإنه لا يزال غير ظاهرٍ في سُلوكنا وأخلاقنا وآدابنا، وفي كثير من أمور حياتنا.
ولعلّ من أهم الأسباب أن أغلبَ المسلمين يقرؤون القرآن ويتْلونه تلاوة لا تدبر فيها، ومن ثمّ فإنّ مثل هذه التلاوة لا تُؤتي أُكُلها، ولا يتحقق بها الإصلاح المنشود. ولعلّ بيان معنى التدبر والتلاوة، وسبب اختصاص الكتاب المجيد بالتدبر، وأنّ التدبرَ غايةُ الغايةِ من تنزيله مما يكون له أثر حَسَن في إصلاح المجتمع والنهوض به على المستويين الفردي والجماعي.
لقي نبي الله يوسف أربع محن الحسد ، والاسترقاق ، والنساء ، والسجن ، وكان صابرًا داعيًا إلى الله ، لم يقنط من رحمته ، ليجزيه بذلك الله مُلكًا بعد ضعفًا. ما إن يتدبر أحدنا سورة يوسف حتى تُعلِّمُه الصبر؛ لأنه يَتيقن أنه ما بعد الصبر إلا الفرج.
الرسالة هي: تفقد الرعية، وهدهد صادق مخلص غيور، وقائد غير متعجل، ثم نتيجة مثمرة.
إذا أردنا العودة لما كنّا عليه من عزة وقوة فليس لنا إلّا العودة لقرآننا ليكون حَكَماً في كلّ ما يتعلق بحياتنا مهما صغر أو عظم هذا الأمر سواء كان لنا أو علينا
لقد نزل هذا القرآن ليكون منهج حياة، ودستور أمة، ونموذجاً واقعياً للتطبيق العملي، تنمو الحياة في ظله وتترقى، لا ليقبع في الزاوية الضيقة من الحياة
علّم الله آدم الأسماء ولماذا الأسماء؟ لأن تسمية أفعال الناس الطيّبة باسمها هو من يعطيها قيمة الصواب وتسمية الباطل باسمه هو من يضعه في ميزانه الصحيح فلا مواربة في الحق! فالأسماء أصل الأمر كله ومناط التكليف.
السفينة سفينة التوحيد، والقائد الموحِّد، والموحِّدون، والمشركون الهالكون، والسفينة تتحرك بالتوحيد وتقف بالتوحيد وينجو الناجي بالتوحيد ولا هلاك إلّا بالشرك المشرعن والمقنن
الإنسان لا يقدر على معرفة نفسه إلّا إذا عرف ربه، وعندما جهل منهج ربه وحاد عنه جهل طريق السعادة وحقيقتها .
وسام الرجولة أتى على مراتب بحسب العمل الذي يُقَدّم في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ.
ومن هنا كان هذا القسم القرآني بمواقع النجوم، وليس بالنجوم ذاتها على عظم قدر النجوم التي كشف العلم عنها أنها أفران كونية عجيبة يخلق الله تعالى لنا فيها كل صور المادة والطاقة التي ينبني منها هذا الكون المدرك، فتبارك الله أحسن الخالقين.